يخلط كثير منا بين مُسمَيِا المسجد الأقصي وقبة الصخرة، وقد نحسبهما احداً غم تميز كليهما، ربما بسبب العمارة الأيقونية للقبةشتراكهما في المكانة المقدسة، أوبسبب موقعهما في القدس العتيقة… التي كانت حتى عام 1860م تشكل مدينة القدس بالكامل، وهذه بعض الملامح التي يجب أن نعرفها بالضرورة عن المكان المقدس
إفرأ كتاب : لأنك الله : رحلة إلى السماء السابعة
منطقة القدس القديمة
القدس العتيقة هي منطقة مسورة بمساحة 144 ألف متر مربع، تقع داخل مدينة القدس الشرقية المحتلة، وتضم الحرم المقدسي،منطقة القدس القديمة بكل مافيه من مباني ورموز
المسجد الأقصي (الحرم القدسي)
هو بدوره مجمع مسوربمساحة تقترب من الكيلومتر المربع، يضم رموزاً إسلامية عديدة… منها قبة الصخرة، والجامع القِبَلي، وجامع عمر، والمصلّى المرواني، والأقصى القديم و مسجد البراق، وسبيل قايتباي والمدرسة الأشرفيّة… إضافة إلي مجموعة من القباب والأبنية والمحاريب والمساطب، يبلغ عددها حوالي المائتين
كما يمثل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى الشريف من جهة باب المغاربة، والذي اعتبره اليهود حائط المبكى واتخذوه مصلى … وتعاظمت أهميته في نظرهم من القرن التاسع عشر
أما السور الضخم فبناه السلطان العثماني سليمان القانوني -الذي حكم المدينة ما بين 1520 و1566 ميلادية- بطول 3662 مترا، وارتفاع يتراوح حول الإثني عشر مترا.، وعلى السور 34 برجا للمراقبة والدفاع عن المدينة، وبه أحد عشر بابا، منها أربعة مغلقة، أما السبعة المفتوحة فهي: باب الأسباط، وباب العامود، وباب الساهرة، والباب الجديد، وباب الخليل، وباب المغاربة، وباب النبي داود
وللمسجد الأقصى مكانة سامية في عقيدة المسلمين؛ فقد كان مسرى رسولهم الأعظم محمد… عليه الصلاة والسلام، كما وأن الله قد جعل البركة لسكان ما حول المسجد في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم، كما نص القرآن الكريم (سورة الإسراء)
قبة الصخرة
يقع الحرم فوق هضبة صغيرة تُسمى “هضبة موريا”، وتعد الصخرة التي أقيمت عليها القبة أعلى نقطة فيه، والقبة هي أبزر معالم المسجد على الإطلاق ، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً للصخرة المشرّفة التي عرج النبيّ صلى الله عليه وسلّم منها إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج
وقد بناها مهندسو الدولة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان، وأبدعوا في عمارتها، فقد بُنيت على ثلاث دوائر هندسيّة، ومع العناصر المعماريّة الثلاث التي جاءت محصّلة تقاطع مربّعين متساويين، والمثمنين الداخلي والخارجي والذي نتج عنهما رواق داخلي مُثمّن الأضلاع
أما القبّة فتقوم على أربع دعامات حجريّة واثني عشر عموداً مكسوّة بالرّخام… يتخلل كل دعامة منها ثلاثة أعمدة رخاميّة، فتشكل جميعا الدائرة المركزيّة التي تحيط بالصّخرة بشكل متسق مع شكلها الغير منتظم… كما في الصورة
وكانت الجدران الداخليّة والخارجيّة قد كُسيَت ذلك الوقت بألواح الفسيفساء والأحجار الكريمة والأصداف الحجريّة، وزينت بالنقوش الهندسية والاسلامية المميّزة، فصار البناء غاية في البهاء حتي يومنا هذا،، وقد دعي إبداعها اللاحقون الي استيحائه في مساجدهم، كما فعل السلطان العثماني سليمان القانوني في مسجد السليمانية العظيم
الجامع القبلي
الجامع القِبْلي هو المصلى الرئيسي الذي يتجمع فيه المصلون بالمسجد الأقصي خلف الإمام في الصلوات الجامعة، ويقع في طرفه الجنوبي باتجاه القبلة، ولهذا سمي بالقبلي، وهو مبنى مسقوف تعلوه قبة رصاصية، كان أول من أمر ببناءه الخليفة عمر بن الخطاب عند فتحهِ للقدس عام 15 هـ الموافق 636م، ومنذئذ ادخلت عليه التعديلات والاضافات حتي صار المبني الحالي بطول 80 متراً … وعرض 55 متر، وله 11 باباً للمصلين وان كان الرئيسي منها يطل علي ساحة المسجد الأقصي
يتوسط مبناه رواق كبير تحيط به ثلاث أروقة، وينتهي بقبة مرتفعة منشأة من الخشب… تكسوها أخري مطلية بالرصاص… هي التي تري من الخارج، ولذا تعرف بالقبة الرصاصية.